استكشاف النكهات القديمة

الدورات التدريبية السابقة

رحلة عبر تاريخ الطهي المصري في المتحف القومي للحضارة المصرية

انطلقت جمعية الطهاة المصريين، بالتعاون مع المتحف القومي للحضارة المصرية، في رحلة ممتعة عبر الزمن بمحاضرة شيقة عن تاريخ الأكل المصري أقيمت يوم 18 مايو.

بدأت الزيارة في الساعة 10:30 صباحًا بمحاضرة تمهيدية ألقاها الدكتور ميسرة عبدالله، نائب الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، وقدم لمحة ثاقبة عن أصول المتحف بشكل عام، مؤكدا على تطوره من مكان تقليدي لعرض الآثار إلى مركز ثقافي وحضاري ديناميكي. وأشار إلى أن أول متحف في مصر تم إنشاؤه عام 1835 في عهد محمد علي باشا، وأشرف رفاعة الطهطاوي على أعماله، وسُمي بمتحف الأزبكية. واليوم، يقف المتحف القومي للحضارة المصرية كمؤسسة علمية وثقافية بارزة، حيث يعرض 6000 قطعة أثرية في ثلاث قاعات، مع خطط للتوسع إلى تسع قاعات عرض، لعرض مجموعته الواسعة التي تضم 60.000 قطعة أثرية.

كما قدم نائب الرئيس مبادرة “طبلية مصرية” التي يستضيفها المتحف. تهدف هذه المبادرة التي انطلقت منذ عامين إلى إحياء الأطباق المصرية التراثية، وتوثيقها من خلال منظمة اليونسكو. وتركز المبادرة في موسمها الثاني على محاولة إرساء فكرة الاستدامة، وتقليل الهدر في المطبخ المصري، ومواجهة التغير المناخي من خلال ممارسات المواسم الزراعية في مصر.

بعد هذه المقدمة، قامت الدكتورة منة الله الدري، الباحثة المتميزة في تاريخ المطبخ المصري، ومدرس بكلية الآثار جامعة عين شمس، بقيادة الحضور في رحلة استكشاف رائعة للطعام المصري القديم، وإلقاء محاضرة عن أنواع الطعام التي تمتد على مدى آلاف السنين، وتحدثت خلالها عن المأكولات المصرية عبر مختلف العصور، بداية من المصرى القديم وحتى العصر الحديث، وكيف عرف المصريون اﻷوائل زراعة العديد من الخضراوات كالبازلاء والثوم والبصل والخس، والفواكه كالتمر والتين والعنب والرمان.

وناقشت الدكتورة منة في محاضرتها تاريخ الطعام المصري، وكشفت عن حقائق من الآثار حول العلاقات التجارية القديمة والممارسات الدينية والاحتفالات وتجهيزات المطبخ. وعرضت النتائج التي توصلت إليها الحفريات، بما في ذلك بقايا الخبز وأنواعه، وعن الأدوات والأواني المستخدمة في الطهي ، وعن النباتات الأثرية التي وجدوها، وكلها مدّعمة بالصور التوضيحية التي أظهرتها دكتورة منة في العرض التقديمي.

وقد سلطت الضوء على اكتشاف نصوص أثرية مثل قوائم التسوق ورسائل لطلب القمح، مشيرة إلى أن الزراعة في مصر بدأت منذ 7000 عام. كما وصفت الدكتورة منة القرابين التي كانت تقدم، وأنها كانت تحتوي على الفواكه، وقدمت أدلة على أن بناة الأهرام كانوا يتناولون الأسماك والكوارع. وكيف أن الرسومات الموجودة على المقابر توضح مراحل صناعة النبيذ. وأوضحت أن المصريين القدماء كانوا يأكلون لحوم الأسماك والخنزير والبط والأوز، (لم يكن المصري القديم يعرف الدجاج). بالنسبة للفواكه، وجدوا صورًا وبقايا للرمان والنبق والدوم، وبالنسبة للمشروبات، كانوا يتناولون البيرة والنبيذ.

وناقشت كذلك مساهمات العصر البطلمي، حيث قام البطالمة بإدخال صناعة زيت الزيتون، والأصناف الغذائية الجديدة مثل الدجاج والمكسرات والحمضيات.

وبعد هذه المحاضرة التثقيفية، حظي المشاركون بشرف التّعرف على الكنوز الثقافية للمتحف القومي للحضارة المصرية من خلال زيارة رافقتهم فيها مرشدة من المتحف، مما أدى إلى إثراء فهمهم لحضارة مصر القديمة.

ومن خلال الجهود التعاونية التي بذلتها جمعية الطهاة المصريين والمتحف القومي للحضارة المصرية، تم نقل الحضور بالزمن إلى الوراء لتذوق نكهات مصر القديمة. قدمت فيها الدكتورة منة الله لمحة عن روائع الطهي في عصر مضى، مؤكدة على أهمية الحفاظ على التراث الطهوي الغني في مصر والاحتفاء به. وفي هذا الصدد، تتوجه جمعية الطهاة المصريين بالشكر إلى الدكتورة منة الله الدري على ما بذلته من جهد لتنظيم هذا الحدث الثقافي الرائع.

وكبادرة تقدير لأعضائها، قدمت جمعية الطهاة المصريين هذه التجربة التعليمية والتثقيفية مجانًا، مما يؤكد التزامها بإثراء معلومات ومهارات محترفي الطهي، الملتزمين بالحفاظ على تقاليد الطهي في مصر.

Please wait...

Thank you!

Please wait...

شكرا!!