حوار مع الدكتور هاني حماد
يُسعد جمعية الطهاة المصريين أن تقدم حواراً حصرياً مع الدكتور هاني حماد، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة مصرية للهندسة والمقاولات. إن شركة “مصرية” قد رسخت نفسها كشركة رائدة في مجال توريدات المطابخ التجارية في مصر، منذ إنشائها في عام 1985، وذلك بفضل تفانيها العميق في تحقيق التميز والابتكار.
تحت القيادة الحكيمة للمهندس الراحل فتحي حماد لم تُحدث “مصرية” ثورة في مجال الضيافة وصناعة الأغذية فحسب، بل لعبت أيضًا دورًا محوريًا في رفع مستوى مسابقات الطهي من خلال توريدها لأحدث الأجهزة والمعدات. وتتبع القيادة حاليًا نفس توجيهات المهندس الراحل فتحي حماد، تحت إشراف الدكتور هاني فتحي حماد. وكدليل على التزامهم بالتميز في الطهي، كانت مجموعة مصرية داعمًا ثابتًا لجمعية الطهاة المصريين، مما أدى إلى إثراء تجربة المنافسة للطهاة الموهوبين في جميع أنحاء البلاد.
في هذا الحوار، يطرح الدكتور هاني حماد أفكاره حول النهج الذي تتبعه “مصرية”، والتحديات والإنجازات والخطط المستقبلية للشركة، ويقدم لمحة عن التأثير العميق للشركة على مشهد الطهي في مصر.
أجرت الحوار: أمل بسالي
بدأت شركة “مصرية” في عام ١٩٨٥ على يد الوالد المهندس فتحي حمّاد (رحمه الله)، بتصنيع بعض المعدات المُحايدة الخاصة بالمطابخ للمطاعم، في الفنادق والقري السياحية. وبعدها قامت الشركة على مدار السنوات بإضافة مجموعات أخرى من المعدات التي تنتجها علي مراحل عدة مثل، تروليات الخدمة وبعدها معدات الطهي المختلفة الغاز و الكهرباء، و بعدها الثلاجات الرأسية والأفقية، وغرف التبريد، وأفران الخبيز الدوارة، والأفران متعددة الطوابق، وأفران البيتزا، وكذلك شفاطات السحب المركزية و الحائطية.
بالإضافة إلى التصنيع، تقدم شركة “مصرية” مجموعة من الخدمات المُصممة خصيصًا لتلبية احتياجات عملائنا. نحن نقدم استشارات التصميم لتخطيطات معدات المطبخ، مما يضمن الامتثال للوائح الصحية وتحسين كفاءة سير العمل. تمتد خبرتنا إلى تركيب المعدات وتشغيلها وصيانتها، مع إمكانية تنفيذ عقود صيانة وتدريب مخصصة، وفقًا لاحتياجات كل مشروع. وباعتبارنا وكلاء معتمدين لبعض الشركات الرائدة في مجال تصنيع المعدات في العالم، فإننا نقوم أيضًا بتوريد منتجات عالية الجودة لدعم المشاريع التي نقوم بها. يضمن نهجنا الشامل حصول العملاء على دعم شامل بدءًا من مفاهيم التصميم الأولية، وحتى التركيب والتشغيل والصيانة، والتدريب المستمرين.
إن شركة مصرية، ومنذ بدايتها، كانت في طليعة صناعة معدات الفنادق والمطاعم، تحت القيادة الحكيمة للمهندس الراحل فتحي حماد. لقد قادت الشركة الصناعة باستمرار من خلال ريادتها في تطوير المعدات المُصّنعة محليًا، والتي تُلبي المواصفات العالمية. ولم يضمن هذا النهج الرائد منتجات عالية الجودة فحسب، بل لعب أيضًا دورًا محوريًا في الحفاظ على العملة الأجنبية للمستثمرين في قطاع الضيافة. لقد وضع التزام “مصرية” بالابتكار والتميز معيارًا لهذه الصناعة، مما يجعلها شريكًا موثوقًا لمشاريع الفنادق والمطاعم التي تبحث عن حلول موثوقة للمعدات.
واكبت “مصرية” دائما التطوير في الصناعة من خلال المشاركة الفعالة في المعارض الدولية، وعرض معداتها في العديد من المنتديات المرموقة في جميع أنحاء العالم. علاوة على ذلك، يحضر مهندسونا بانتظام المعارض الدولية، للبقاء على اطلاع بأحدث التطورات في قطاعي معدات المطبخ والغسيل.
وإظهارًا لالتزامها القوي بالابتكار، أعطت “مصرية” الأولوية لإنشاء قسم متخصص للبحث والتطوير، جنبًا إلى جنب مع أقسام ضمان الجودة التي تهدف إلى الحصول على شهادات الجودة المختلفة. يؤكد هذا التفاني الثابت على سعينا لتحقيق التميز، ويضمن استمرار منتجاتنا في تلبية معايير الصناعة.
لقد أظهرت الشركة باستمرار دعمها لجمعية الطهاة المصريين ومحترفي الطهي داخل مصر، بما في ذلك الشيفات المصريين والأجانب العاملين في البلاد. وعلى مر السنين، ساهمت شركة مصرية بشكل فعال في مساعي الجمعية من خلال تقديم الدعم المالي، وتوريد المعدات اللازمة لمختلف مسابقات الطهي التي تنظمها الجمعية. ومن الجدير بالذكر أن معداتنا تم استخدامها في فعاليات مثل معرض هيس، و كذلك معرض فود أفريكا، وغيرها من تجمعات الطهي الهامة. تؤكد هذه الشراكة المستمرة التزامنا بتعزيز التميز في الصناعة.
تم تصنيع معدات “مصرية” وفقًا للمعايير الدولية الصارمة، سواء المعايير الأوروبية أو الأمريكية. تتيح لنا عملية التصنيع متعددة الاستخدامات لدينا، تصميم عروضنا لتلبية المتطلبات الفريدة للطهاة والمؤسسات. باعتبارنا مُصنعًا محليًا، فإننا نستفيد من التعليقات المباشرة من الشيفات، مما يُمكنّنا من تحسين منتجاتنا، وتطويرها بسرعة لتلبية احتياجاتهم المتطورة بشكل أفضل. يؤكد هذا النهج في تطوير المنتجات، التزامنا بالتحسين المستمر ورضا العملاء.
واجهت “مصرية”، مثل العديد من الشركات العاملة في هذا القطاع، تحديات مختلفة خلال رحلتها التي استمرت قرابة أربعة عقود. وتشمل هذه التحديات الاضطرابات الناجمة عن فترات توقف السياحة بسبب الحوادث الإرهابية التي مرت بها مصر خلال التسعينيات، فضلاً عن الآثار العميقة لجائحة كورونا. واستجابة لهذه الصعوبات، قمنا بتنويع عروض منتجاتنا، والدخول في قطاعات مثل خطوط توزيع المواد الغذائية وتروليات المستشفيات. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بتكثيف تركيزنا على التصدير إلى مناطق مثل أفريقيا والمملكة العربية السعودية والسودان والدول العربية الأخرى.
وفي ظل مشكلات توافر العملة في مصر، ضاعفت “مصرية” جهودها لتعزيز قطاع التصنيع المحلي، سعياً لاستبدال المنتجات المستوردة ببدائل مُنتجة محلياً. علاوة على ذلك، قمنا بتوسيع نطاقنا لتلبية احتياجات قطاع المطابخ المنزلية الثقيلة، بالإضافة إلى تلبية الطلب على معدات المطابخ الخارجية المُصممة للڤيلات و القصور .
تُخطط الشركة للاهتمام الدائم بمستوى الجودة، والحصول علي الشهادات الدولية الخاصة بمعايير الجودة. نَهدف كذلك إلى التوسع في التصدير، مع تعزيز خطوط الإنتاج لدينا بشكل مستمر، بمعدات جديدة ومبتكرة.
لقد كرست جزءًا كبيرًا من مسيرتي المهنية للأوساط الأكاديمية، حيث عملت كأستاذ دكتور في كلية الهندسة بالجامعة الألمانية، متخصصًا في ترددات الراديو. بدأت رحلتي مع الجامعة عام 2005، تزامناً مع تأسيسها. قبل هذا الدور، قضيت عامين ونصف في مؤسسة أخرى مرموقة. علاوة على ذلك، حصلت على درجة الدكتوراه في 2002.
على الرغم من اختلاف طبيعة أدواري بين العمل الأكاديمي ومنصبي في شركة “مصرية”، إلا أنني تمكنت بشكل فعال من تحقيق توازن متناغم. وقد مَكنتني هذه المعادلة من التفوق سواء في التدريس أو في الإشراف على البحث العلمي في الجامعة. والجدير بالذكر أنني حظيت بشرف توجيه الطلاب الذين حصلوا على أعلى مراتب الشرف في المسابقات العلمية الدولية المرموقة في مجال تخصصي.
علاوة على ذلك، فإن مشاركتي مع “مصرية” قدمت رؤى قيمة تُعزز قدراتي القيادية في إدارة فرق العمل في الجامعة. وبالمثل، فقد أثرت مساعي الأكاديمية قدرتي على تنظيم وتحليل المعلومات بشكل فعّال داخل الشركة.